لَكُنَّا مَشينا بُعَيدَ العشاءْ
وَتَسبقُ بَهجَتُنا للسماءْ
وتزهو برونقِنَا خُطوَتَي
تُبشرني مُمسكا سَلوتي
بأنَّ العبيرَ يودُ العُبور
على ما اكتَنَزنا لَهُ من شُعُور
وأنَّ الطريقَ لِدُفِ الـمُقام
طَويلاً لِنَقطِفَ فِيهِ الكلام
قَصيراً لِيجلِسَ مَعنا الهَيام
وأدعُوهُ كَيْ يَرتَشِف قَهوتي
وتزهو بِرونقنا خُطوَتَي
..
لَكُنَّا سَعِدنا بِصفو السلام
عَلينا ولا زالَ فِينا الوِئام
وَمَع كُلِ أُنسٍ نُدِيرُ الحَديث
نَقولُ وَيَسمَعُ شَوقٌ حَثِيث
وحتى اذا سَامَرتنا النُجوم
تَوادعَ مِنَّا سَحابُ الهُموم
ونَحسِبُ موعدَنا مِنْ جديد
كَأشواقِ طفلٍ إلى يومِ عِيد
وَتَصحو الأماني لِساعي البريد
وتدعوه كي يَرتَشِف قهوتي
وتزهو بِرونقنا خُطوَتَي
..
مَكَثتُ قليلاً بجالِ الطريق
وَهبَّ النَسيمُ بزهرٍ رقيق
تَمايلَ بالوجدِ قَبلَ الغُصُون
وأجرىٰ الخَواطرَ خَلْفَ الحُصون
فَمَا دَامَ بالجوفِ قَلبٌ يَصون
لَكُنَّا مَشينا بُعَيدَ العشاءْ
وَتَسبقُ بَهجَتُنا للسماءْ
وَفي كُلِ يومٍ لَنَا وَمْضَةٌ
فَمِنْ دُونِنَا كُلَّ يَومٍ سَــوَاء
نايف بن عبدالله بن دايل