لغة الإمتنان دارجة على ألسنة الفضلاء حتى غدت سمة فطرية ما بين شعوب البشر. فأياً كانت منزلة الفرد, ومهما علا شأنه, فلا بد وأن تحتل كلمة الشكر مساحتةً من تعبيره وجزءً من مفرداته. ذلك بأنها إعلان الرضى بقبول كل ماهو مرغوب, سواء حين طلبه, او عند الحاجة إليه, والأجمل من كل ذلك, عند الوقت الأدنى لتوقعه.
للشكر روحٌ تنبع من حقيقة الإيمان بعدم إلتزام الآخر بتقديم العطاء, ناهيك عن الإحسان في تقديمه بأبهى حلله. فهو تقدير لحرية إختيار الآخر لإسداء المعروف, ولك أنت على وجه الخصوص. فإكتسى الشكر قيمته الوجدانية, من الإنسانية المحيطة بصنع الخير.
لذلك, فمهما تولّدت المقدرة على تجسيد الشكر بعطاء مادي, او جود حسي, فلا غنى عن تلك الكلمة السحرية المجردة. تجري على لسان الغني والفقير, وتشفي خاطر الحاكم والمحكوم. الشكر نعمة, وعبادة, وحسن خلق. وورد في الحديث الصحيح:”لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.
فشكراً لله أولاً أن هدانا لتدبر نعمة وفضله واستعملنا في طاعته. وشكراً لكل من أسدى لنا معروفاً وقدم لنا فضلاً. شكراً لمن أهدانا فرحة, وغمر قلوبنا بأُنس. شكراً لمن حَلَّ بشواطينا, او عَبَرَ بأرضِ أمانينا.
وشكرا لكم على قراءة هذا المقال.