فواصل الكتب أداة جميلة ومفيدة. تساعدنا تارةً على إلتقاط أنفاسنا, وتارةً أخرى على التأمل فيما حولنا. فمهما كانت الصفحات جذّابة, وعلى أي متعةٍ إستمرت بنا رحلة القراءة, هنالك دائماً فترةٌ للسكينة, ومساحةٌ لفاصل.
خطرت ببالي فواصل الكتب ونحن ننعم بدخول الشهر الكريم ونهنا بنفحاته. فرمضان هو محطة التأني وفاصل السعي خلال رحلة العمر وأيام العام. فسواءً كانت الشهور السابقة مليئةً بالعمل المثمر والإجتهاد الناجح, أو تخللها بعض اليأس والضجر, فدائماً ما يأتي رمضان ليعيدنا إلى أنفسنا لإحتضان حواسنا من جديد.
ألى أي مدى إنسقت؟ ماذا كنت تفعل؟ أين هي وجهتك؟ جميعها أسئلة تتكرر على ذهن المتبصر في شؤونه خلال فترات معينة من حياته. غيرَ أن رمضان هو موعد سنوي لإعادة تحديد الوجهه, وضبط وتيرة التقدم, وتجديد الإيمان. والأجمل من ذلك أن كل الظروف المعنوية مهيئة لعمل ذلك: عبادات متصلة, ساعات عمل أقل, وأرتباط إجتماعي فريد.
العبادة والصلة مع الله تمنحنا الطاقة للعمل والقدرة على التضحية, فتبدو لنا الأمور مجدداً بسيطة ومجرّدة. القرب من الله يهدينا للطريق القويم ويمدنا بالشجاعة لإتخاذ السبل المؤدية إليه بتوكل وبلا تردد.
شهر رمضان فرصة لتدبر خياراتك, كما هو فرصة للإزدياد بالطاعات.
هذا العام ضع فاصل الكتاب على مسار حياتك, لتواصل قراءة نفسك وتعيد إكتشاف عالمك.
نايف بن عبدالله بن دايل