الحمد الله أن بلغنا إستشراف الشهر الكريم وترقب دخوله. وأسأله جلَّ في علاه, أن يبلغنا لياليه ويبارك لنا فيه.
يصادف الشهر الكريم هذا العام مطلع العطلة الصيفية. عطلة طويلة تبدأ ببشائر الشهر, و يتوسطها عيد, و يختتمها عيدٌ آخر, لفترةٍ تمتد لقرابة الأربعة أشهر. مما يدعونا للتساؤل, ماذا عسانا أن نفعل في شهر رمضان كونه وافق إجازةً للطلاب, وكيف لنا أن نتسفيد منه كمقدمة للعطلة الصيفية.
من المعروف تميز الشهر بالعديد من العبادات والنوافل والتي – ولله الحمد – ما من مقيم في دولنا الإسلامية يصعب عليه الإنخراط في جو الروحانيات والطاعات السائد فيه. ومن المؤكد أننا معشر المقصرين, عاقدون العزم على تجديد إيماننا وتشكيل سلوكنا وهذا مطلب مهم ومتوقع, وحري بالتخطيط وشد الهمة من قبل بداية الشهر.
لكني أتحدث هنا عما وراء ذلك. عن الساعات الممتدة ما بين تلك العبادات وفترات الراحة و الإستراحة والتي قد تطغى على جل وقت البعض. لذلك, وددت الإشارة لأهمية تخطيط إنجاز عملٍ ما خلال الشهر الكريم. يتم من خلاله إستغلال الوقت في رمضان, والتشجيع على الإستعانة بما يليه من الشهور. هذا الأمر قابل للتطبيق في كل الأيام ويتأكد خلال مواسم الإجازات ومناسبات تغيير أسلوب الحياة النمطي.
وتتلخص الفكره بالنقاط التالية:
- إختر أمراً لطالما أردت إنجازه او قمت بتأجيل العمل عليه عدة مرات خلال العام.
- يفضل أن تكون تلك المَهَمّة قد اختمرت في ذهنك منذ وقت مما يجعلك ملماً بمحاورها وعالماً بتفاصيلها.
- نتيجةً لإهتمامك المسبق بطبيعة ذلك العمل او المشروع, فلعلك تقوم بتقسيمه لمستويات قابلة للتطبيق تقوم بناءً عليها بتحضير الأدوات المطلوبة لإنجازها.
- بعد تحديد هدف معقول, خصص وقتاً يسيراً يومياً لإتمام جزء بسيط جداً من العمل (كتابة او قراءة صحفة واحدة على سبيل المثال).
- بالإمكان تحديد كامل الشهر للفراغ من المهمة كاملةً, او جزءٍ منها تبعاً لحجمها. وفي حال تيسر عمل جزء منها فقط, فستكون بداية تأسيس جديدة للبناء على ما تم عمله خلال الأشهر القادمة من فترة الصيف.
إن فترة شهر رمضان تمثل فرصةً لتهذيب أنفسنا, وروضةً لتحقيق رغباتنا. وليس أفضلُ, ولا أكثرُ بركةً من أن يشرع المرء بأي عملٍ مع مطلع هذا الشهر الكريم.
إذن ماذا ستفعل في رمضان؟ التخطيط يبدأ من الآن..
نايف بن عبدالله بن دايل
٢٢ شعبان ١٤٣٧ هـ